الخميس، 22 يوليو 2021

في مثل هذا اليوم 22 يوليو1921م..

 في مثل هذا اليوم 22 يوليو1921م..

جمهورية الريف في المغرب تهزم الجنود الإسبان في معركة أنوال.
جمهورية الريف هي منطقة كانت في شمال المغرب. وهي المنطقة الشمالية للمغرب المطلة على البحر الأبيض المتوسط. تحد شرقا بواد ملوية إلى كاب سبارطيل غربا بطنجة على تخوم المحيط الاطلسي. وتحد شمالا بالبحر الأبيض المتوسط إلى واد ورغة جنوبا. من أهم أقاليمها الحسيمة والناظور وشفشاون وتطوان وطنجة والعرائش والدريوش. وهي حاليا تسمى الريف المغربي تأسست قديما في 18 سبتمبر 1921 عندما كانَت المغرب يعاني من الاستعمار الفرنسي والإسباني ودامت خمس سنوات فقط، تزعمها في تلك الفترة محمد عبد الكريم الخطابي وكانت مدينة أجدير مركزا لها، حُلَّت في 27 مايو 1926م.
قبل وفاة عبد الكريم الخطابي الأب دعا ابنيه مولاي محند وأخاه محمد وقال لهما: "إذا لم تستطيعا الدفاع عن استقلال الريف وحقوقه فغادراه إلى مكان غيره". ،.
في منتصف أبريل من سنة 1921 توجهت قبائل آيت ورياغل وآيت تمسمان وآيت إبقوين وآيت توزين إلى جبل قاما ـ "أذرار ن رقمث" ـ لعقد الاجتماع حول الأوضاع التي كانت تعرفها المنطقة الريفية. وبعد نقاشات وجدالات كثيرة دامت حتى بداية شهر ماي من نفس السنة استطاع مولاي محند أن يوحد القبائل الريفية ويضع حدا للصراعات التي كانت تمزق المجتمع الريفي، ويقضي على ظاهرة الثأر بين القبائل، فتعاهدت هذه الأخيرة على توحيد صفوفها والدفاع عن أرضها. لتنطلق بعد ذلك شرارة الكفاح المسلح وبداية الحرب التحريرية الثانية التي بدأت مباشرة في فاتح يونيو 1921 مع معركة "دهار أبران" الذي كان مركزا استراتيجيا للمعسكر الإسباني. وبعد معركة قوية بين الثوار الريفيين الذين لم يكن يتعد عددهم 300 رجل تمكنوا من هزم الإسبان، حيث سقط 400 رجل من القوات الإسبانية وغنم الريفيون الكثير من البنادق والمدافع. وبعد هذا النصر تقاطرت القبائل الريفية الأخرى تعرض تأييدها لمولاي محند أميرا عليها.
في 17 يوليو 1921 تكرر نفس السيناريو وانتصر الريفيون في "إغريبن". ثم بعد ذلك، وبالضبط يوم 21 يوليو 1921 نشبت معركة أخرى والمعروفة بـ"ملحمة أنوال" ـ "ذنواتشت" ـ وكانت القوات الإسبانية محتشدة بأكثر من 24,000 مقاتل مقابل 5,000 جندي ريفي. وبعد معركة دامت حتى غاية 26 منه، تمكن الريفيون من هزيمة الجيوش الإسبانية وكانت حصيلة الإسبان أكثر من 15 ألف قتيل و570 أسير بالإضافة إلى مقتل قائدهم الجنرال سلفستر. غنم الريفيون من تلك المعركة 500 مدفع من مختلف الصناعات و30,000 بندقية و1,000,000 خرطوشة وسيارات وشاحنات ومواد أخرى، بالإضافة إلى استرجاع 130 موقعا من المواقع التي احتلتها إسبانيا. بعد الانتصار العظيم الذي حققته المقاومة الريفية في ملحمة أنوال، أصبح الريف يتوفر على جيش كبير ومعدات كثيرة، الشيء الذي أدى بمولاي محند إلى التفكير في تأسيس كيان مستقل، حتى تنجح القضية الريفية. ـ كان محمد بن عبد الكريم الخطابي على اتصال بكل المغاربة المقاومين، وكان عضوا فاعلا في لجنة القاهرة لمساندة المقاومة المغربية ككل، ولما وصل لمشارف فاس، لم يشأ أن يدخل المدينة بجيوشها.
دعا مولاي محمد السكان والقبائل إلى اجتماع عام في معسكره، فلبت القبائل النداء، وعُقد مؤتمر شعبي مُثّلت فيه جميع القبائل، فاتفق الجميع على الدفاع عن أرض الريف، وتأسيس نظام سياسي، فتم تشكيل مجلس شورى عام عرف بالجمعية الوطنية، وكان دور المجلس هو تنظيم المقاومة الوطنية، وإدارة شؤون البلاد. واتخذ أول قراره وهو إعلان استقلال الريف، وتأسيس حكومة دستورية جمهورية. وكانت من العناصر الشابة ويرأسها مولاي محند زعيم الثورة. وتم وضع دستور للجمهورية حسب بعض الرويات غير المضبوطة مبدؤه سلطة الشعب، ونص الدستور على تشكيل وزارات، وجعل السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية في يد الجمعية الوطنية التي يرأسها الأمير مولاي محند، ونص على أن رجال الحكومة مسؤولون أمام رئيس الجمهورية، والرئيس مسؤول أمام الجمعية الوطنية، واختارت الجمعية هذه القاعدة في دستورها وفقا لتقاليد المغرب ومنطقة الريف وعاداته المعروفة محليا بـ"إزرفان".
أما فيما يتعلق بالوزارات فقد نص الدستور على تشكيل أربعة مناصب وهي مستشار رئيس الجمهورية، وهو يقوم مقام رئيس الوزارة، ووزير الخارجية، ووزير المالية، ووزير التجارة. أما بقية الأعمال الأخرى كالحربية فقد جعلها الدستور من اختصاص رئيس الجمهورية.
وضعت الجمعية الوطنية ميثاقا قوميا يكون المثل الأعلى للشعب، وقد أعلنتها حكومة مولاي محند كما يلي:
: عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية
: جلاء الإسبان عن جميع الأراضي الريفية
: الاعتراف بالاستقلال التام للدولة الريفية
: تشكيل حكومة جمهورية دستورية
: أن تدفع إسبانيا تعويضات للريفيين عن الخسائر التي ألحقت بهم جراء الاحتلال
: إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول، وعقد معهم عقود تجارية.
كما اختارت الجمهورية علما لدولتها وهو علم أحمر في وسطه نجمة خضراء ضمن هلال أخضر في معين أبيض، نص الدستور على جعل أجدير العاصمة السياسية لجمهورية الريف. وهي الجمهورية المغربية الوحيدة التي تأسست في العصر الحديث.!!
سامح جميل



الأحد، 7 فبراير 2021

ذكرى رحيل الزعيم والامير محمد بن عبد الكريم الخطابي :عبد الوهاب اعمارتي

 حتى لا ننسى

6 فبراير 1963 _ 6 فبراير 2021
ذكرى رحيل الزعيم والامير محمد بن عبد الكريم الخطابي :
ولد "محمد بن عبدالكريم الخطابي" في بلدة (أجدير) بالمغرب الأقصى سنة 1882.
- نشأ في أسرة كريمة تحت كنف والده الذي كان يتزعم قبيلة بني ورياغل
تلقى تعليمه في جامعة القيروبين؛ حيث درس العلوم الشرعية واللغوية.
تولى منصب القضاء الشرعي في مدينة مليلة.
تولى زعامة قبيلته بعد وفاة والده، وقاد ثورة الريف ضد الإسبان.
حقق انتصارًا عسكريًّا هائلاً على الإسبان في معركة أنوال سنة 1921.
أقام دولة في منطقة الريف، ووضع لها دستورًا، وأسس لها جمعية وطنية.
اجتمعت فرنسا وإسبانيا على حربه، وتمكنا من هزيمة قواته.
اضطر الأمير محمد عبد الكريم الخطابي إلى الاستسلام للقوات الفرنسية.
تم نفي الأمير إلى إحدى جزر المحيط الهندي سنة 1926 وظل بها أكثر من عشرين عامًا.
التجأ الخطابي إلى القاهرة سنة 1947، واتخذها وطنًا له.
وفي فترة إقامته بالقاهرة كان يتابع نشاط المقاومة من أبناء المغرب العربي من خلال لجنة تحرير المغرب، التي أسسها وتولى رئاستها.
- ظل الخطابي مقيمًا بالقاهرة حتى وفاته في 6 فبراير سنة 1963.
تقديم :
تقاسمت إسبانيا وفرنسا النفوذ في المغرب التي كانت تعاني من ضعف وانقسام وصراع داخلي، واستعانة بالقوى الخارجية، وترتب على هذا التقسيم أن صار القسم الشمالي من مراكش خاضع للسيطرة الإسبانية، وهذا الجزء ينقسم بدوره إلى قسم شرقي يعرف ببلاد الريف، وغربي يعرف بجبالة، وتمتد بلاد الريف بمحاذاة الساحل لمسافة تبلغ 120 ميلاً، وتمتد عرضًا لمسافة 25 ميلاً، وتسكنها قبائل ينتمي معظمها إلى أصل بربري، يأتي في مقدمتها قبيلة بني ورياغل، التي ينتمي إليها الأمير الخطابي، الذي قاد الثورة ضد الإسبان، وأقام دولة ناشئة، وحقق انتصارات عظيمة.
النشأة والتكوين:
ولد الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي سنة 1882 في بلدة أجدير المغربية، ونشأ تحت كنف والده، الذي كان يتزعم قبيلة "بني ورياغل"، وقد حفظ القرآن الكريم، ثم أرسله أبوه إلى جامعة القيرويين بمدينة (فاس) لدراسة العلوم الشرعية واللغوية، وبعد تخرجه من الجامعة عاد إلى مليلة، واشتغل بالقضاء الشرعي، وفي الوقت نفسه عمل في تحرير جريدة "تلغراف الريف"، واتصل بالإسبان في شمالي مراكش، وقد ساعد كل ذلك على تكوين شخصية الأمير الذي كانت الأقدار تعد له أعظم المهام وقيادة إقليمه في مواجهة الاستعمار الإسباني والفرنسي.
وبعد إعلان إسبانيا الحماية على شمال المغرب، وتطلعها إلى التهام منطقة الريف، اصطدمت بوالد الخطابي زعيم قبيلة بني ورياغل، الذي رفض الخضوع للإسبان، وتقديم فروض الولاء للجنرال الإسباني "غودرانا"، وأدى هذا الخلاف إلى قيام الإسبان بعزل الخطابي الابن عن القضاء، وسجنه نحو عام، ولما خرج من معتقله وجد أباه يعد العدة لقتال الإسبان، لكن الموت لم يمكنه من تحقيق أمنيته، فتوفي في سنة 1920، وخلفه ابنه الأمير عبد الكريم الخطابي في زعامة قبيلته.
من القضاء إلى المقاومة:
كان الأمير الخطابي في التاسعة والثلاثين حين تولى مقاليد الأمور في منطقة الريف، قد حنكته التجارب، وأصقلته الأيام، ووحد هدفه، فاستكمل ما كان أبوه قد عزم على القيام به من مواصلة المقاومة ، وإخراج الإسبانيين من البلاد.
وفي تلك الأثناء كان الجنرال "سلفستر"- قائد قطاع مليلة- يزحف نحو بلاد الريف؛ ليحكم السيطرة عليها، ونجح في بادئ الأمر في الاستيلاء على بعض المناطق، وحاول الأمير عبد الكريم الخطابي أن يحذر الجنرال "سلفستر" من مغبة الاستمرار في التقدم، والدخول في مناطق لا تعترف بالحماية الإسبانية الأجنبية، لكن الجنرال المغرور لم يأبه لكلام الأمير، واستمر في التقدم ممنيًا نفسه باحتلال بلاد الريف.
كانت قوات الجنرال الإسباني تتألف من أربعة وعشرين ألف جندي مجهزين بالأسلحة والمدفعية، ولم تصادف هذه القوات في زحفها في بلاد الريف أي مقاومة، واعتقد الجنرال أن الأمر سهلاً، وأعماه غروره الا أن رجال عبد الكريم الخطابي يعملون على استدراج قواته داخل المناطق الجبلية المرتفعة، واستمرت القوات الإسبانية في التقدم وتحقيق انتصارات صغيرة؛ حتى احتلت مدينة أنوال في 15 من مايو 1921.
بعد ذلك بدأ رجال عبد الكريم الخطابي هجومهم على كل المواقع التي احتلها الإسبانيون، وحاصروا هذه المواقع حصارًا شديدًا، وفشل الجنرال في رد الهجوم، أو مساعدة المواقع المحاصرة، وأصبحت قواته الرئيسة، التي جمعها في "أنوال" مهددة، بعد أن حاصرها وطوقها رجال الريف، وحين حاول الانسحاب بقواته اصطدم بقوات الخطابي في 21 من يوليو 1921 في معركة حاسمة عُرفت بمعركة (أنوال)، وكانت الهزيمة الساحقة للقوات الإسبانية؛ حيث أبيد معظم الجيش المحتل، وأقر الإسبان بأنهم خسروا في تلك المعركة 15 ألف قتيل يتقدمهم الجنرال "سلفستر"، ووقع في الأسر 570 أسيرًا، غير الغنائم من الأسلحة.
ما إن ذاع خبر انتصار الخطابي ورجاله في معركة (أنوال)، حتى هبت قبائل الريف تطارد الإسبان أينما وُجدوا، ولم يمض أسبوع إلا وقد ظفر الريف عليهم، وأصبح وجود الإسبان مقتصرًا على مدينة "تطوان" وبعض الحصون في منطقة الجبالة.
من الثورة إلى بناء الدولة:
بسط الأمير الخطابي سلطته على بلاد الريف بعد جلاء الإسبان عنه ، واتجه إلى تأسيس دولة منظمة،
وأعلن الخطابي أن أهداف حكومته تتمثل في عدم الاعتراف بالحماية الفرنسية على المغرب، وجلاء الإسبان من المناطق التي احتلوها، وإقامة علاقة طيبة مع جميع الدول، والاستعانة بالخبراء الأوربيين في بناء الدولة، وقام بتحويل رجاله المقاتلين إلى جيش نظامي على النسق الحديث، وعمل على تنظيم الإدارة المدنية، وقام بشق الطرق ومد سلوك البرق والهاتف، وأرسل وفودًا إلى العواصم العربية للحصول على تأييدها، وطلب من بريطانيا وفرنسا والفاتيكان الاعتراف بدولته.
وفوق ذلك كله دعا إلى وضع دستور تلتزم به الحكومة، وتم تشكيل مجلس عام عرف باسم الجمعية الوطنية، كان أول قرارته إعلان الاستقلال الوطني، وتأسيس حكومة دستورية لقيادة البلاد.
صدى الهزيمة في إسبانيا:
كان من أثر هذه الهزيمة المدوية أن قام انقلاب عسكري في إسبانيا بقيادة "بريمودي ريفيرا" سنة 1923 ، لكن هذا لم يغير من حقيقة الأوضاع في المغرب ، ولم تعلن الحكومة الجديدة إنهاء احتلالها للمغرب ؛ الأمر الذي دعا الأمير الخطابي إلى مواصلة المقاومة ضدها، فقام بهجوم عام سنة 1924 على مدينة "تطوان"، لكنها لم تسقط في يده على رغم من وصول جنوده إلى ضواحيها، واضطرت القوات الإسبانية إلى الانسحاب من المناطق الداخلية، والتمركز في مواقع حصينة على الساحل، كما أنها أخلت مواقعها في إقليم "الجبالة"، في أواخر سنة 1924 بعد أن ثبت لها عجزها عن الاحتفاظ بهذا الإقليم أمام هجمات الأمير الخطابي.
سياسة فرنسا مع الخطابي:
فوجئ الفرنسيون بانتصار الخطابي على الإسبان، وكانوا يتمنون غير ذلك، كما فجعوا بانسحاب القوات الإسبانية من إقليم جبالة كله؛ ولذا قرروا التدخل في القتال ضد الخطابي ولمصلحة الإسبان، وكانت فرنسا تخشى من أن يكون نجاح الخطابي في مقاومته عاملاً مشجعًا للمقاومة في شمال إفريقيا ضدها، كما أن قيام جمهورية قوية في الريف يدفع المغاربة إلى الثورة على الفرنسيين ورفض الحماية الفرنسية.
واستعانت فرنسا لمحاربة الخطابي بزيادة قواتها الموجودة في مراكش، وبدأت تبحث عن مبرر للتدخل في منطقة الريف، فحاولوا إثارة الأمير الخطابي أكثر من مرة بالتدخل في منطقته، وكان الخطابي يلتزم الصمت أمام هذه الاستفزازات؛ حتى لا يحارب في جبهتين، ويكتفي باستنكار العدوان على الأراضي التابعة له، ثم قام الفرنسيون بتشجيع رجال الطرق الصوفية على إثارة بعض القلاقل والاضطرابات في دولة الريف، فلما تصدى لهم الأمير الخطابي تدخلت فرنسا بحجة حماية أنصارها، واندلع القتال بين الخطابي والفرنسيين في إبريل 1925, وفوجئ الفرنسيون بالتنظيم الجيد الذي كانت عليه قوات الأمير الخطابي، وببسالتهم في القتال، فاضطروا إلى التزام موقف الدفاع طيلة أربعة أشهر، وأصيبت بعض مواقعهم العسكرية بخسائر فادحة.
استسلام الأمير عبد الكريم الخطابي:
لم يعد أمام الدولتين الكبيرتين (فرنسا وإسبانيا) سوى أن يجتمعا على حرب الأمير الخطابي، وأُعد لهذا الأمر عدته بالإمدادت الهائلة لقواتهما في المغرب، والإنزال البحري في مكان قرب (خليج الحسيمة)، الذي يمتد في قلب بلاد الريف، وأصبح على الأمير الخطابي أن يواجه هذه الحشود الضخمة بقواته التي أنهكها التعب والقتال المستمر، فضلاً عن قلة المؤن التي أصبحت تهددها.
وبالإضافة إلى ذلك لجأت فرنسا إلى دعم موقفها في القتال، فأغرت السلطان المغربي بأن يعلن أن الخطابي أحد العصاة الخارجين على سلطته الشرعية، ففعل السلطان ما أمر به، كما قامت بتحريض بعض قبائل المقاومة على الاستسلام، فنجحت في ذلك.
وكان من نتيجة ذلك أن بدأت الخسائر تتوالى على الخطابي في المعارك التي يخوضها، وتمكن الإسبان بصعوبة من احتلال مدينة (أجدير) عاصمة الأمير الخطابي، ثم تمكنت القوات الإسبانية والفرنسية من الاستيلاء على حصن (ترجست)، الذي اتخذه الأمير مقرًّا له بعد سقوط (أغادير) في 23 مايو1926.
واضطر الأمير "عبد الكريم الخطابي" إلى تسليم نفسه إلى السلطات الفرنسية باعتباره أسير حرب بعد أن شعر بعدم جدوى المقاومة، وأن القبائل قد أُنهكت، ولم تعد مستعدة لمواصلة القتال.. وقد قامت فرنسا بنفي الأمير المجاهد إلى جزيرة نائية في المحيط الهندي.
وفي تلك الجزيرة عاش الأمير المجاهد مع أسرته أكثر من عشرين عامًا.
الإقامة بالقاهرة:
وفي سنة 1947 قررت فرنسا نقله إليها على متن سفينة، فلما وصلت إلى ميناء بورسعيد تمكَّن بعض شباب المغرب المقيمين في مصر من زيارته على متن السفينة، ورجوه أن يتقدم باللجوء إلى مصر ليواصل مسيرة المقاومة من أجل تحرير المغرب، فوافق على هذا الرأي شريطة أن توافق الحكومة المصرية على طلبه،
وتمت الموافقة على طلبه على الرغم من احتجاج السفير الفرنسي في مصر، وبدأ "الخطابي" عهدًا جديدًا من النضال الوطني من أجل تحرير بلاده، وأسس مع أبناء المغرب العربي لجنة أطلقوا عليها "لجنة تحرير المغرب العربي"، تولى هو رئاستها في 9 ديسمبر 1947.
ظل محمد بن عبد الكريم الخطابي في مصر الى أن وافته المنية بها في 6 فبراير سنة 1963.
نقلا عن: عبد الوهاب اعمارتي


في ذكرى رحيل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، الخزانة الخطابية تتعزز بمولود جديد لصاحبه Mohamed Amezian

 في ذكرى رحيل الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، الخزانة الخطابية تتعزز بمولود جديد لصاحبه

Mohamed Amezian

محمد أمزيان الباحث المُجد في تاريخ الريف وتحديدا تجربة الأمير .... يحمل عنوان " عبد الكريم الخطابي .. التاريخ الآخر" ويوجد حاليا في المكتبات (الحسيمة/مكتبة الجرمونيِ...، تطوان/مكتبة بيت الحكمة...، الرباط / كشك الروبيو ـــ مكتبة عالم الفكر ـــ مكتبة الألفية الثالثة...) من منشورات "تيفراز ن اريف" .

تجدون أسفله إطلالة في الكتاب للأستاذ رشيد المساوي وهي عبارة عن تدوينة فايسبوكية:
** إطلالة في كتاب "عبد الكريم الخطابي: التاريخ الآخر" **
اختار محمد أمزيان -الباحث المتخصص في تاريخ الريف المعاصر- العنوان أعلاه لإصداره الأخير. لذلك فإن أول سؤال ينتصب أمام القارئ و هو يغوص في ثنايا الكتاب هو : ما هو هذا التاريخ الآخر الذي يريد أن يتحدث عنه المؤلف؟ ثم ما الذي يجعله كذلك مغايراً لما كُتِب عن هذه الشخصية التاريخية التي ما فتئت تتناسل الدراسات -و خاصة الأجنبية- بصددها؟
أولى إرهاصات الجواب -ربما- سنعثر عليها في الصيغة الذي اختارها لتقديم هذا التاريخ، حيث يتوسل الكاتب بأسلوب الحكي الروائي ليطلع القارئ عن الزمن الأول لإلتقائه بهذا "التاريخ الآخر" ذات طفولة في أحاديث خافتة لشيوخ مدشره و هي ترسم لوحة شبه أسطورية عن شخصية حقيقية تحمل إسم "عبد الكريم"، ثم ما لبث أن شغلت هذه الشخصية الإستثنائية عقله و ملأت عليه حياته، فراح يقتفي آثارها في كتب التاريخ. لذلك فما يعرضه في الكتاب هو عصارة ما انتهى إليه في بحثه حول هذا الموضوع لعقود من الزمن، يريد من خلال نشرها إعادة الإعتبار لهذا التاريخ الآخر المُصادَر و المُحاصَر، بعد أن قام بتنقيته مما يعتبره شوائب حاولت تشويهه، و بعد أن أضاف إليه صفحات مهمة ظلت مبتورة منه. و هو يقوم بهذا المجهود، نحس كما لو أن محمد أمزيان يوفي بدين شخصي تجاه هذه الشخصية التاريخية بكل ما ترمز إليه من جهة، و من جهة أخرى فهو ينفذ ما يشبه "وصية واجبة" لنقل هذا الإرث إلى الجيل القادم الذي يخاطبه في الكتاب بأسلوب لا يخلو من حميمية و هو يستعمل صيغة "بُني"، لا لإثقاله بهذا الماضي و إنما لتحريره منه عبر جعله يعرف حقيقته بما يُمَكّنه من رسم غَدِهِ بٍيدِهِ.
و لتحقيق الغاية المذكورة أعلاه فقد بدأ محمد أمزيان باستعراض ينابيع التجربة التاريخية التي كان عبد الكريم عنوانها البارز، متوقفا عند بعض أهم المحطات التاريخية السابقة -سواء القريبة أو البعيدة- التي صنعت تميز منطقة الريف التي تشكل حاضنة هذه التجربة. ثم غاص بعد ذلك في مسار الشخصية الأساسية مستعرضا مختلف المراحل التي مرت منها، و مُبيّناً الأسباب الذاتية و الموضوعية التي تفسر مواقف الرجل و قراراته. و هاهنا -و على خلاف أغلب الدراسات- يعمد الكاتب إلى فك الحصار عن صوت عبد الكريم و يوصله إلى القارئ كلما كان ذلك ممكنا، زاده في ذلك أساسا مذكرات الرجل سواء المنشورة (تقرير لاريونيون) أو غير المنشورة (مذكرات القاهرة).
و لأن المجال لا يسعف للتوقف عند كل ما يشكل قيمة مضافة في هذا العمل الذي حاول صاحبه ما أمكنه ذلك المصالحة بين الذاكرة و التاريخ، فإنني سأكتفي فقط بقضيتين تبدوان لي في غاية الأهمية: أولاهما تتعلق بمسألة النظام السياسي الذي دشنه عبد الكريم في عشرينيات القرن الماضي. و هاهنا يؤكد أمزيان في ما يشبه الحسم، أنه نظام سياسي جديد يقطع تماما مع النظام المخزني و يؤسس لبناء نواة دولة حديثة؛ بل يعتبر أن محاصرة و محاربة عبد الكريم حيّاً و ميّتاً ماضياً و حاضراً يرجع بالضبط إلى كون مشروعه السياسي يقوض شرعية و مشروعية النظام المخزني. و ثانيهما تتعلق بإنكسار هذه التجربة التحررية سنة 1926، حيث يقدم تفسير عبد الكريم للهزيمة بتحديد أسبابها الذاتية و الموضوعية، معترفاً -في نقد ذاتي- بما يعتبره أخطاء تم الوقوع فيها و هو يكرر لازمته: "و من مِنّا لا يندم على أغلاطه".
خلاصة القول؛ و أنا أتأمل من خلال هذا الكتاب مسار هذه التجربة التاريخية الفريدة و ما تعرضت له من إجحاف من جهة، ثم حجم التضحيات التي كلفتها من جهة أخرى و ما تلاها من خيبات؛ أدرك أكثر مسعى محمد أمزيان لإنهاء اغتراب عبد الكريم عن وطنه و أرضه، في ما يشبه دعوة ضمنية لإنهاء قرار النفي الذي صدر في حقه منذ ما يناهز قرنا من الزمن، و ذلك باحتضان ذاكرته و المصالحة مع تجربته التحريرية و التحررية بانتصاراتها و انكساراتها بروح تتجاوز ضغائن الماضي و تنتصر للمستقبل.


فيديو نادر للقاء محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي في القاهرة سنة 1960

 فيديو نادر للقاء محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي في القاهرة سنة 1960



الاثنين، 7 ديسمبر 2020

الرسالة الأخيرة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي

 الرسالة الأخيرة لمحمد بن عبد الكريم الخطابي



Film abdelkarim el khattabi | Mighis (أول فيلم مغربي لحرب الريف على الإسبان)

 Film abdelkarim el khattabi | Mighis (أول فيلم مغربي لحرب الريف على الإسبان)

مغيس هو أول فيلم سينيمائي في تاريخ السينما الأمازيغية ناطق باللغة الريفية من إخراج جمال بالمجدوب ، يحكي الفيلم قصة حقيقية وقعت في الريف سنة 1921 أثناء الحرب ضد الإسبان بقيادة عبد الكريم الخطابي والتي تحكي قصة مجاهد اسمه أفقار عمار الذي كان يعتقد كل أهل القبيلة أنه أحمق ليتضح في الأخير أنه هو العقل المدبر لسرقة السلاح من الإسبان ومحاربتهم به.



رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي

رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي