الجمعة، 4 ديسمبر 2020

معركة انوال … عندما اعترف الاسبان انها اسوء هزيمة عسكرية في تاريخهم

معركة انوال … عندما اعترف الاسبان انها اسوء هزيمة عسكرية في تاريخهم


 
في مثل هذا اليوم من عام 1921 حدثت معركة “أنوال” الشهيرة التي واجه فيها الريفيون بقيادة محمد بن عبد الكريم الخطابي آلاف الجنود الإسبان، فتمكنوا رغم قلة عددهم وبساطة أسلحتهم من إلحاق هزيمة كبيرة بالإسبان، الذين صاروا يصفونها بـ”كارثة أنوال”.



شكلت منطقة الريف شوكة في حلق الاحتلال الإسباني، الذي كان يسيطر على مناطق في شمال وجنوب المغرب.

فقد لقي المحتلون صعوبة في التغلغل في الريف، ووُوجهوا بمقاومة “شرسة” قادها محمد الشريف أمزيان، خلال الفترة ما بين 1906 و1912.

بعد وفاة الشريف أمزيان، استمرت المقاومة بقيادة عائلة الخطابي، وقد استعصى على الاحتلال في ظل المقاومة القوية لأهل الريف بسط سيطرته على المنطقة.

هكذا استمرت المقاومة من جهة ومحاولات الاحتلال التغلغل في المنطقة من جهة ثانية، إلى أن حدثت المواجهة التاريخية بين الطرفين في منطقة “أنوال”.

21 يوليو 1921.. تاريخ مشهود

في هذا التاريخ وقعت معركة “أنوال” التي تواجه خلالها المقاومون بقيادة عبد الكريم الخطابي والقوات الإسبانية التي كانت تتكون من 22 ألف جندي.

ذكرى معركة أنوال

الفرق في العدد والعدة بين المقاتلين المغاربة الجنود الإسبان لم يحُل دون هزيمة الإسبان.

لقد كانت “معركة شديدة لم يسبق لها مثيل في جميع المعارك التي خاضتها إسبانيا منذ دخولها التراب المغربي” يقول أحد المصادر نسبة إلى “شاهد عيان”.

خسائر إسبانيا في المعركة

وقد بلغت خسائر القوات الإسبانية “بحسب ما جاء في تقارير الإسبان الرسمية”، 19 ألف قتيل و4300 جريح و570 أسيرا، في مقابل 500 قتيل و600 جريح في صفوف مقاومي الريف.

و”هذا ما جعل الجنرال بيرنجر يصرح عند وصوله إلى مليلية يوم 24 يوليو 1921: ‘هذه أكبر كارثة عسكرية عرفتها إسبانيا في تاريخها” وفق ما ورد في كتاب “محمد بن عبد الكريم الخطابي صفحات من الكفاح المغربي ضد الاستعمار”.

وفي مقابل خسائر إسبانيا، غنم ثوار الريف بقيادة الخطابي “ما يزيد على 100 مدفع ثقيل و200 مدفع صغير ونحو 1000 رشاشة وما يزيد على 30 ألف بندقية وملايين الإطلاقات والقنابل وغير ذلك من البهائم والملابس والأدوية وكميات كبيرة من المؤن”.

الوفاة ‘الغامضة’ للقائد الإسباني

سلفستر هو اسم الجنرال الذي قاد القوات الإسبانية في معركة “أنوال”، ووفقا لمصادر عدة فقد كان هذا الجنرال واثقا من قدرتهم على الانتصار، حتى أنه كان يقول إنه “سينتصر على الريفيين وسيشرب الشاي في بيت محمد بن عبد الكريم الخطابي بأجدير”.

بعد نهاية المعركة عٌثر على الجنرال سلفستر مقتولا. وفي هذا الإطار، تشير بعض المصادر إلى أنه قد تم العثور على جثة الجنرال سلفستر قرب سيارة بابها مفتوح على بعد كيلومترات من أنوال، بينما إحدى الروايات تقول إنه انتحر، في حين تذهب روايات أخرى إلى إنه قُتل حين كان يهم بركوب سيارته للعودة إلى المنطقة المحتلة هربا من المعركة.

الخطأ الذي اعترف به الخطابي

بعد انتصارهم على القوات الإسبانية، لاحق مقاتلو الريف ما تبقى منهم وطردوهم من جميع مراكز الاحتلال في المنطقة إلى أن بلغوا مليلية التي “أصبحت مهددة بالسقوط”، وفق كتاب “محمد بن عبد الكريم الخطابي صفحات من الكفاح المغربي ضد الاستعمار، الذي يضيف أنه “رغم ذلك، آثر الخطابي عدم تحريرها لاعتبارات متعددة”.

الخطابي تحدث عن ذلك الأمر ووصف عدم دخول المدينة بـ”الخطأ”، بحيث قال “وصلت إلى أسوار مليلية وهناك توقفت ومنعت المجاهدين من القيام باحتلال-تحرير المدينة خوفا من أن يُحدث ذلك مشكلات دولية”، مردفا “واليوم أتأسف على ذلك وأعترف أنه كان خطأ ارتكبته في حياتي…”.

عن موقع

حسيمة سيتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي

رسالة محمد بن عبد الكريم الخطابي